كان كل شيء في ذلك الحي يسير بصورة عادية وطبيعية.. حتى إذا جاء يوم من الأيام ليجدوا أن هنالك كميات مهولة من مواد البناء من خرسانة وسيخ وطوب ورمل قد تم انزالها في وسط (الميدان) الوحيد فى الحى الذى يعتبر متنفسا لهم ً.
- تكون الحكومة عاوزة تعمل لينا (مصاطب ) للميدان؟
- مصاطب شنويا زول؟ معقول (السيخ التخين) ده يكون بتاع مصاطب؟؟
- طيب تفتكر عاوزين يعملو لينا شنو (أحسن) من الميدان؟ الميدان ده قاعدين نعمل فيهو (مناسباتنا) والأولاد قاعدين يلعبوا فيهو الكورة وهو (المتنفس الوحيد) فى الحى يعنى ح يعملوا لينا شنو أحسن منو؟؟؟
- (فى تهكم) : يعنى تفتكر ح يعملوا ليك فيهو (عيادات) مجانية؟؟
- لا يعنى بتفتكر (الجماعة) ديل ح يعملوا لينا فيهو شنو؟
- دى عايزة ليها (درس عصر) ما ح يكون أدوهو لواحد منهم يعملو (فيلا) أو (مدرسة خاصة) او (مستوصف إستثمارى) أو حاجه بالشكل ده
- ونحنا مصلحتنا شنو؟
-(فى تهكم) : مصلحتنا ؟؟ هو هسع شايف ليك زول من (الناس) ديل بعاين لى مصلحتنا ؟؟؟ الناس ديل قايليننا (عورا) وعندنا (رياله)!
- كيف؟
- إتخيل إنو الناس ديل عاملين ليهم لجنه سامنها (لجنة متابعة التعديات على الساحات والميادين العامة) !!! هو العندو (سلطه) يتعدى غيرهم منو؟
تفأجا جميع سكان الحي بعدد من الشاحنات (الثقيلة) وهى تفرغ حمولتها من (مواد البناء) المختلفة فى (منتصف الميدان) .. وكانت مفاجأتهم أكبر فى اليوم التالي عندما عادوا من المدارس والعمل ووجدوا بأن (الميدان) قد تم تسويره بالسلك الشائك بينما عدداً من الآليات الضخمة تزحم المكان ومجموعة من (العمال) ذوى سحنات (آسيوية) يتحركون هنا وهناك ويعملون فى همة ونشاط .
بدأ سكان الحى فى التزمر والإحتجاج ولم يعد هنالك حديث بينهم سوى موضوع التغول على ميدان الحى .
لم يقف سكان الحي وعلى راسهم (حسنين) مكتوفي الأيدي حيث قاموا بمقابلة المسئولين من أجل طرح قضيتهم :
- يا جماعة الميدان بتاع الحي دا عاوزين نعرف شلتوهو مننا ليه؟
- والله الميدان دا طلع من نصيب زول…
- طلع من نصيب زول كيف؟؟ قطع في (كرتلة) وكسبو يعني ؟ وإلا قدم ليهو فى (الخطة الإسكانيه) يعنى؟
تم الإنتهاء من بناء (الفيلا) الفارهه التى تراصت فى باحتها أعدادا من فاخر العربات الصالون واللاندكروزر موديل 2007 التى تحمل لوحات (إستثمار ) البيضاء!!! ثم جاء الساكن الجديد (صاحب الحظ السعيد) والذي لم يجد أي بادرة ترحيب من أى من سكان الحي اذ أنه شكل لهم رمزاً حياً من رموز (الفساد) وإستغلال النفوذ والإستيلاء على الأموال والممتلكات العامة دون وجه حق .
وفى محاولة منه لتهدئة نفسه والهروب من (جو) المشكلة قام (حسنين) بحمل (كيس الصيد) وإتجه نحو شاطئ النيل….. قام بتطعيم (الرماى) ثم قذف به داخل مياه النيل وعند (إنتشاله) للرماى وجده خال ألا من (زجاجة) ذات شكل غريب عالقة بإحدى (السنارات).. قام (حسنين) بفتح الزجاجة التى ما لبث أن بدأ خيط من الدخان الأسود الكثيف يتصاعد منها إلي السماء ثم يتشكل ويتشكل حتى أصبح مارداً ضخماً ..
- شبيك لبيك عبدك بين إيديك أطلب أي حاجة وأنا البيها ليك
–(في خوف مبتعداً للوراء): إنت منو وعاوز شنو؟
- أنا سلطان الجان وكنت مسجون في (القزازة) دي من أيام (سيدنا سليمان)
- (فى هلع) : وهسع يا سلطان الجان طيب عاوز مني شنو؟
- أنا ما عاوز منك حاجة… إنت التطلب أي حاجة وأنا أحققها ليك لأنك فكيت (أسري)
- (بعد تفكير) : أي حاجة؟
- نعم أي حاجة إنت عاوزها أنا بعملها ليك..
(هنا تذكر حسنين غضبه وحنقه على الساكن الجديد): شوف يا (سلطان الجان) أنا عاوزك منك حاجه واااحده بس
- أطلب أى شئ وأنا أنفذوا ليك
- أنا عاوزك يا (سلطان الجان) أي (زول) حرامي سرق أو أكل مال (المواطنين) تقيم ليا عليهو الحد.. يعني يصحي بكرة يلاقي إيدو مقطوعة… وأبدأ ليا بالزول العمل البيت فى ميدان الحى ده !
- (بعد شوية تفكير) : والله المسألة دي ما ساهلة لأنو الناس ديل بقو (كتار خلاص) لكن ح أعملها ليك (ثم بعد أن صمت المارد برهة كمن كان يفكر) .. وإلا اقول ليك انا بعد الحبس الطويل دة ما ح أكون فاضي.. (هاك البرنامج ده ) الفى الإسطوانة دى أمشي شغلو في (الكمبيوتر) وح يعمل ليك أي حاجة..
قام (حسنين) بمساعدة إبنه بتشغيل برنامج العقاب الذى تحتويه (أسطوانة المارد) فى الكمبيوتر والحكم على (الساكن الجديد) بالقطع من خلاف وقد قام المارد بتنفيذ الاحكم .
_________________________________________________________________________________________