حضر أستاذ نصراني من جامعة كورنل كوليك بولاية ايوا بأمريكا اسمه ويليم شيبر أستاذ متخصص في علم مقارنة الأديان.
وجلس معي من بعد صلاة العصر إلي أن أذان المغرب
يناقش أحد العلماء في مصر في الإسلام.
وقال الامريكى ما الفرق بينكم وبيننا؟
فقال له المصرى إن الفرق بيننا وبينكم في أمور أساسية.
نحن موحدون وأنتم مثلثون.
نحن نقول لا إله إلا الله.
وأنتم تقولون،باسم الأب والابن وروح القدس إله واحد.
قال الامريكى وأي شيء في التثليث
فقال له لكي نفهم ما تقولون لا بد أن نلغي عقولنا.
كيف تكون الثلاثة واحدا يا هذا؟
كيف يكون الأب والابن وروح القدس واحدا؟
إن تعدد الذوات يدل علي تغايرها.
والتغاير يدل علي التعدد فكيف يكون الثلاثة واحدا
فقال الامريكى اضرب لي مثلا!
فقال لهالمصرى إذا أحضرت لك قدحا من الشاي وقدحا من اللبن وقدحا من الماء وقلت لك كم هؤلاء؟
إن قلت لي إنها شيء واحد.
فقال اسمح لي بأن احولك إلي مستشفي العباسية قسم الأمراض العصبية والنفسية.
وإن قلت لي أنها ثلاثة قلت لك كيف تكون الثلاثة واحدا؟
فقال لي إنها واحدا كأصبع اليدين فإن الإصبع مكون من ثلاث عقد ومع ذلك فهو إصبع واحد.
فقال له قلي يا دكتورأهذا الإصبع مركب أم بسيط؟
فقال مركب
فقال إذا كان الإله مركباً فمن الذي ركب الإله قبل أن يكون مركبا وهو خالق كل شيء وهو خالق كل شيء
فقال الامريكى إنه هو الذي ركب نفسه.
فقال له وكيف كان حاله قبل التركيب؟
قال لم يكن مركبا.
فقال له إذا ركب بعد ذلك؟ !فهو حادث لأن التغير دليل الحدوث والحدوث يقتضي أن يكون سبق وجوده عدم فمن الذي أخرج الإله من العدم إلى الوجود.
وهو الأول الذي لا شيء قبله الآخر الذي لا شيء بعده
الظاهر الذي لا شيء فوقه الباطن الذي لا شيء دونه،
فقال أشهد أن الله واحد.
ثم سأل فقال له لم تؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ؟
فقال إنني أؤمن به
فقال له إذن ما الفرق بين عيسي ومحمد عندك؟
فقال أنا اؤمن بعيسي على أنه ابن الله وأؤمن بمحمد علي أنه نبي الله.
فقال النبوة التي بين الله وبين عيسي أهي نبوة بيولوجية عضوية
أم انها نبوة رحمة علي أنه من خلق الله
فسكت قليلا ثم قال أعد السؤال
النبوة التي بين الله وبين المسيح كيف تمت كيف ولد الله
كيف جاء عيسي من الله؟
ومن الذي كان يسّير الملك قبل عيسى؟
وإذا كان عيسي هو ابن مريم،فمن الذي خلق مريم قبل أن تلد عيسى؟
إن قلت أنه هو الذي خلق أمه قبل أن تلده
قلت لك هذا محال لأن كونه خالقا يقتضي أن يكون متقدما في الزمان
وكونه مخلوقا يقتضي أن يكون متأخرا في الزمان
فكيف يكون الشيء الواحد متقدما متأخرا في نفس
الوقت في وقت واحد يكون متقدما على أنه خالق ويكون متأخرا علي أنه مخلوق.
هذا تناقض يا دكتور
فقال:أشهد أن عيسي عبدا من عباد الله
فقال له عند هذا الحد اتفقنا ثم توادعا وانصرف
