تحية ملؤها عبق الجناين...
و ملامحها الجمال الباين...
اخوتي و أحبتي في منتدى الجريف،،،،،
أننا لا ندعي الإصلاح و لا الصلاح لأن ذلك متطلباته كثيرة و تضحياته أكبر و ما نحن فيه دون ذلك بمراحل عديدة، و لكن لنعتبره حلماً فدعونا نحلم و نجاوز في حلمنا بعض معوقات واقعنا أي أن نحلم باستراتيجية اصلاحية تنموية تتجاوز أشخاصنا فنعمل ما نستطيع عمله على ضعفنا و نترك الباقي لأجيال قادمة حتى يكون العمل تراكمياً بعضه فوق بعض و ليس عشوائياً يضيع و يهدم بعضه بعض، حتى و لو كان ذلك مجرد أفكار،
نحن في هذا المنتدى لا نتدعي أننا سنعيد القيم إلى عرشها و الطهارة و العفة لأماكنها و لكننا لا ننكر أن ذلك حلماً يراودنا على ما بنا من ضعف و تسيب و ووهن و تفريط في الكثير من هذه القيم، و لكن هذا لا يعفيني و لا يعفي أحداً من أن يقول هذا خطأ حتى و لو كنا جميعنا جزءاً من هذا الخطأ، فقيم الدين تعمل في داخلنا حتى لو كنا من العصاة و هذا لعمري ما يميز قيم الوحي الإلهي، لأننا حتى لو لم نتقيد بها فإننا نشعر بهذا التقصير و نشعر بألم الضمير و بوخزه ليل نهار ،،
اخوتي...
نحن نحب الجريف و نعشق أهل الجريف و عبق و روائح كمائن الجريف رغم المفارقة البينة، و لكننا نأبى أن يكون أهل الجريف مفعول بهم على الدوام و في موضع سلبي تجاه الدعاية لمنطقتهم من قبل الآخرين، نصفق و نفرح كثيراً لمن يتكلم عن الجريف في المنتديات و المنابر العامة و كأننا في حاجة لمن يتكلم عنا أو في حالة عجز عن أن نتكلم عن أنفسنا و نشجب و نحزن لمن يقدح فيها و نحن صامتون، و هذا جل ما نفعل، كل وسائل الإعلام متاحة فما بالنا نتوجس منها خيفة و لا نعرض أنفسنا كما ينبغي،
أما الرسالة التي نريد منها في هذا المنتدى أن تصل للكل أننا مازلنا في الجريف دون الطموح و المبتغى، و دون ما ينتظر من منطقة حباها الله بالخير الوفير و ذلك لعدة أسباب منها ما هو سوداني و منها ما هو جرافي، على الرغم من أن الجريف و المنتدى شاهد على أن الجريف تمتلك كل المقومات التي يمكن أن تصنع منا قادة لكل السودان،،
لنا إرث تاريخي يمتد لأكثر من الفي و خمسمائة عام و هناك من يذهب لأبعد من هذا، و لنا جوار مع حاضرة السودان بل نحن حاضرة السودان، و لنا إضافات ثقافية من الكثير من القبائل التي استوطنت الجريف حباً فيها فاصبحوا منا فأضافوا لنا الكثير، و لنا قدرة على الصمود أمام كل عواصف التغيير فمازلنا نحن أهل الجريف بكل أصالتنا و بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، كل هذا و مازلنا نعاني و نعجز عن حل بعض المشاكل التي نعجز عن مجرد مواجهتها، لأن المتعلم فينا يتحرج من استخدام علمه لتغيير الواقع، و لأن المتعلم فينا عندما يدخل الجريف يخلع ثوب التعليم و يتعامل بعقله قبل أن يذهب للتعليم، و هذا تواضع و لكن فيه نوع من المبالغة التي حرمت أهل الجريف من هذا العلم، أين نحن من ثقافة العمل الطوعي في المدارس و محو الأمية و نشر التعليم بطريقة غير رسمية، أين الندوات و اللقاءات و الليالي الثقافية الإجتماعية الممتدة طول العام من نادي إلى نادي إلى مدرسة، علماً بأن بيننا من هم على قدر عال من الثقافة و العلم و هم على فعل ذلك قادرون،،
نحن في حاجة للترابط، في حاجة لروابط إجتماعية و ثقافية، نحن في حاجة لشباب يجتمع من هب النسيم إلى الجدول ليتحاور و يتفاكر و يتثاقف و يتبادل التجارب و العلم و الأدب، الجريف مليئة بقادة و علماء ذاع صيتهم في أنحاء السودان و العالم، الجريف الآن فيها رأسمالية و أثرياء ثرواتهم تقدر بالمليارات و يظهر هذا في المباني و السيارات الفارهة، و يظهر هذا في "فطور العرس"..
و لكن هنا يبدأ التساؤل:
أين مدارس الجريف من هذا الثراء الفكري و المادي، أين أندية الجريف من هذا كله، أين أبناء الجريف من هذه التحولات التي تعصف من حولنا، أين أبناء الجريف مما يحاك لهم و يخطط ضدهم، أين أبناء الجريف بعد عشرين سنة من الآن، أين أبناء الجريف من المركز الصحي، أين أبناء الجريف من المستشفى الذي مازال مغلقاً و لا ندري هل سيظل عنواناً لعجزنا عن تحريك الأمور، أين أبناء الجريف من شوارع الجريف و الخريف، أين أبناء الجريف من رواكيب العرقي على ضفاف النيل، أين أبناء الجريف من شباب الجريف، و أين أبناء الجريف من بائعي البنقو المتجولين الذين احتلوا موقع "سيد الترمس"..
أين نحن من توقير و احترام و تقدير و تكريم المعلم و الرعيل السابق منهم،
أين نحن من شعار الجريف خضراء و تشجير الشوارع، أين نحن من الجريف نظيفة من "أكياس النايلون" و القمامة في الشوارع،،،
نحن مازلنا نعجز عن الوصول لحقيقة مقابر ناصر ناهيك عن إيجاد الحل لها، و نحفظ الملفات لأجل غير مسمى، و حتى لا يساء فهمي أنا لا أتحدث عما حدث و لكن أتحدث عن حقيقة ما حدث، أنا لا أتحدث عن المقابر كواقعة في ذاتها حتى لا أفهم خطأ، انما أتحدث عن كيفية معالجتنا لمشاكلنا و المقابر إحدى تلك المشاكل التي تهم الجميع أحياء و أموات و لذلك أشرت إليها،،،
متى سيأتي اليوم الذي نتناول فيه قضايانا بموضعية بعيداً عن العواطف و المشاكل الأسرية و الحزازات و قطع الأرحام و الخصومة بين الأهل و الجيران، متى نعلم أن من يعمل من أجل الجريف يثاب مخطئاً كان أم مصيباً لا أن نقدح في شخصه و كرامته و أصله، متى و متى و متى و إلى متى،،
لا أريد أن أدعو للبكاء، لأنني على ثقة أن الكثير سيبدءون في النواح و ستنتهي القصة بعد ثلاثة أيام هي أيام العزاء، و إنما أريد أن نبدأ التفكير المتواصل و ليس التفكير العاطفي الذي يتوقف بتوقف تلك المشاعر العابرة،
دعونا يا سادة نبدأ فخوفي أن تفتر الهمم و ننشغل بتفاصيل الأمور و نتوه في الجزئيات و نتعلق بالعموميات و و نتوه و تتوه الجريف، جيل المستقبل جيل الانترنت لا بد أن يجد في هذا المنتدى ما يجذبه و يحرضه على البناء و يجب أن لا ننسى أننا مسؤولون أما الله ثمَّ الجريف فالتاريخ لا يرحم..
الأيام تمر علينا و نحن لا نحرك ساكناً،،،
فماذا نحن فاعلون أيها لأخوة الكرام، عارف كلامي كتير لكن نسوي شنو يا جماعة،،،،،،