أنا أعتقد أن القوة تكمن في الفكرة، وما اللسان و القلم إلا أدوات للتعبير عن الفكرة، و لكن كما تفضلت أن الحديث المباشر "اللسان" ينقل إضافة للكلام اللغة الغير منطوقة أو لغة الجسد (Body language) ، و لغة اللسان تحتاج إلى سرعة بديهة و قدرة على التحكم في الذات، إضافة للقدرة على قراءة استجابات المستمع، بمعنى أن الجو المحيط ربما يؤثر على سير الكلام او تغير مساره أحياناً حسب ما يستجد و كذلك يكون عرضه للتشويش و سوء الفهم أحياناً،،، لذلك نجد أن اللسان يستخدم في عمليات تجييش المشاعر و العواطف أكثر من القلم بينما شحذ العقل و إثراء المعرفة عادة ما يكون بالقلم...
و القلم يفسح مجالاً للتفكير و الغوص في خبايا الأشياء و عدم التأثر بردود أفعال القارئ، مع العلم أن الكاتب في كثير من الأحيان يتوقع بعض ردود الأفعال و يكتب بموجبها و لكن بكل هدوء و تؤدة و محاولة لتوجيه هذه الردود، لذلك تجد أن العلم في جزء كبير جداً منه يعتمد على القلم، إضافة إلى أن تأثير القلم أو القراءة ربما يكون بطيء و لكنه طويل الأمد بينما الخطب الكلامة يكون تأثيرها قوي و لكن قصير المدى،،،
و كما يقال لكل مقام مقال، فللقلم صولات و للسان جولات، و لكن المشكلة أننا أصبحنا نعتمد على آذاننا أي على اللسان فقط، و عشان كده يا خوي شغلنا بقى شغل "حكواتية" و احتمال ده يكون سبب انتشار النميمة و القطيعة نتيجة لسطحية ما نسمع،،
عموماً موضوعك جميل و رائع و دعوة لنا لنعود لصفحات الكتب،،،