الحلم الأفريقي ؟!

الناس في تلك الغابات طال انتظارهم منذ زمناً وهم يعانون ابسط الأشياء من الحقوق الإنسانية - الفقر ، المرض - البطالة - التعليم - وغيرها الكثير مما يستحقه الإنسان للعيش .

كانت أحلامهم على مر السنين تموت قبل أن تولد وتخرج للناس لتعبر عن الإنسان الأفريقي الذي قادر على مواجهة العالم والمجتمع الأبيض بما لديه من مؤهلات وإمكانيات قادرة لعكس إحساسه بأبسط المطلوب ، أنا إنسان !! فمن حقي المعاملة الكريمة دون النظر إلى السواد الذي يعتري هذا الشكل ، فبداخلي بياض قد يستتر عليكم ولدي من العقل مما يجعلكم تطربون لأنغامي وترقصون على مد العصور لما أتغنى به ، ولدي من الجرأة مما يجعلني أتصدر قائمة أفلامكم السينمائية ، ولدي من القوى بأن أقهر أشد حيوانات الغابة شراسة ، واليوم تقفون وتهتفون على الأنغام الأفريقية لفوز مرشحكم الديمقراطي الأسود الفئة ، فلقد تحقق حلم مارتن لوثر ، وابتسامات ( مالكم اكس ) وهو يترنح قبول السقوط ، كل هذه التفاصيل سكت الناس عنها مجبرين وغير ذلك .

اليوم بدأت الشمس السطوع من خلال غابات الباباي ونكهات الشاي الكيني وحرارة الاستواء التي قادرة بأن تخرج إنسان يقهر كل الظروف كما هو معهود لذوي البشرة السمراء ، وكما هو معروف لجودة الشاي الكيني ومقدرته على تكييف الأمزجة البيضاء كانت أم فاقدة الصبغيات - الكرسومات - التي لم يكتمل لونها بعد .

لا أكذب عندما أقول لا تهمني كثيراً تغيير مجرى سياسة أمريكا نحو القارة الأفريقية - فهو معروف - وليس من عادتي الحلم كثيراً فنحن لا نريد زيادة أعداد المقبولين للهجرة إلى أمريكا أو إعادة تقيم إنسان العالم الثالث أو غير ذلك من الأحلام المستحيلة عليهم وعلينا ، فقط ليعلم الناس في بلدي بأن في إمكانهم الكثير والكثير من السعي الجاد للنهوض ببلدانهم دون انتخابات !!

الغالي اخناتون...

القارة الأفريقية زرعت فيها الكثير من القنابل الموقوتة و بها الكثير من الفتن النائمة و التي تتفجر تباعاً كلما نزع فتيل ظهرت بلوة أخرى... حتى اتشحت بالسواد معلنة الحداد الأبدي... فاصبحت القارة السوداء..

و النظام العالمي لن يسمع للفقراء أن يغتنوا و لن يسمع للاغنياء أن يفقروا...

مصالح العالم الغربي ستتعرض لتهديدات جسام لو قدر لفقراء العالم أن يتحركوا و ينفضوا عنهم ثوب الخمول... و يتحولو من مستهلكين لمنتجين لأن المعادلة سوف تتغير و المصالح ستنهار... لذلك التحدي أمام القارة السمراء تحدٍ يستلزم الكثير من الجهد للنهوض بأنفسنا و محاربة الغول الرأسمالي النتن الذي لا يرضى لنا سوى الانقياد الأعمى لإملآءته و شروطه المدمرة لكل ما من شأنه أن يجعل منا أنداداً لهم...

و الحل الوحيد هو طرحك الجميل أن يعمل الكل دون النظر للانتخابات و من يحكم من...

لطالما تعجبني طريقة عزفك ودوزنة ثقافتك حين تخالج الكلمات فتنساق إليك طوعاً في ألقٍ بهي تحمل بين أحرفها إحساس مثقفاً حقيقي ، يمتهن ترويد الكليمات العاصية والقاسية علينا فهمها إلا من خلال حضوره حين تمتلئ السماء بعبق الصندل محتفلة بتواجد تلك الأحرف بيننا .
الرائع حد الدهشة .... صديق النعمة حاج الطيب
لا أخفيك القول بأننا فقدنا تلك المفردات لزمن طويل وخصوصاً إننا أتينا في جيل يفتقد الإلمام ببعض المعلومات والتفاصيل مما زاد من تأخر جيلنا لمسافات طويلة يصعب الإتيان منها إلى عبر ذلك الطريق الوعر الذي زرعنا فيه القنابل دون الزهور والأشجار التي نحن في الآن في احتياج لثمارها وأخشابها لكي نسترخى في ظلالها من حروب أرهقتنا وأوجعت فينا الطفل الرضيع !!
طالت أحلامنا ومللنا الانتظار لمشاهدتنا تقدم الدول في جميع المجالات ونحن لا نزال نتغنى بالماضي في حاضرنا الذي لا زال يتحلى بصفات الماضي من ركوض في الثقافة والبنيات التحتية وفقدان الهوية وتدهور التعليم والصحة وتفشي الأمراض المستعصية وفساد الأخلاق والكثير مما يحسب علينا في فترتنا الانتقالية خلال مسيرتنا في الحياة !!
تتعدد المشاكل والفتن ونزداد تعقداً أكثر ! لا نتحلى بالإيمان ولا المثابرة ولا حتى إمكانيتنا لفهما ، نحمل شعارات منذ عصور سحيقة - تنقصننا الإمكانيات وغير ذلك من العبارات المبررة للكسل - !!! فهل تفهمنا مشاكلنا وسعينا لتطوير أنفسنا كي تكون لدينا من الإمكانيات لبناء وطن متقدم !!
والمشكلة أن عقولنا - أبناء هذا الجيل - تعجز عن التركيز على مواضيع محددة لفترة طويلة أو ترتيبها كأولويات واضحة ، وهذه النقيصة هي ما يسبب شعورنا بالضياع وتراكم المهام ومرور الأيام بدون انجاز شيء بحجة الانشغال !!
وإليك اختبار بسيط : لا يملكون خطط للأسبوع المقبل !! دعك من خطة لتقدم الدولة والنهوض بالتكنولوجيا !!

أخي صديق
هذه بعض تفاصيلنا وأحوالنا ناهيك عن ما ذكرت من حقائق خلال ردك لم ندركها بعد !!
خارج النص
عزراً للإطالة وركاكة الألفاظ ففي حضرتكم يطيب لي البوح ، فكن بخير أبد الدهر فنحن نترأى من خلالك وطن مشرق عزيزي أبو التومات .

إخناتون

[/center]

الغالي إخناتون....

تقبل تحيات التومات و انشاء الله كده يكون حظنا من السمنا و تتحفنا برؤياك في العيد في السودان، كلامك جد موزون و مدوزن و يحمل شاعريه تحلق بنا في أجواء السماحة و الحب العذري المنزه من قصد فقط للوطن، و يكفي ياخي انك شربت الحنان من أروع و أجمل و أبدع انسان... و أشكرك على الكلام و خوفي إنك تكون ألقيت بالثناء في غير محله...
للتاريخ منطق و للتطور سنن لا يستطيع أحد تجاوزها....
كلنا ضحايا الجيل السياسي الأول و كلنا مجرمي الأجيال التي ستأتي من بعدنا....
جيل اليوم هو نتاج الأمس...
و جيل الغد هو نتاج جيل اليوم....
و السودان ليس استثناءاً من ذلك.... بالله عليك انظر لكل الاحزاب في السودان ماذا ترى فيها غير الزعيم، طيب يا حبينا الزعيم و ين الناس المفترض إنك ستحكمهم... الكل يعتقد أن يوماً ما سيطبق نظام ديمقراطي و أن يوماً ما ستحل كل المشاكل و أن يوما ما سنرتاح... المشكلة أننا نريد الثمار و لم نزع الأشجار بعد...
و للأسف الشديد أننا في القارة السمراء و دول العالم المتأخر لا زلنا نعيش تبعات الاستعمار و نطبق بحرفية عالية الجودة كل سياساته التي رسمها لنا بوعي منا أو بغير وعي...

طالبنا بالتحرير و نلنا التحرير فماذا فعلنا....

إنظر أخي العزيز للمجازر التي ترتكب في القارة في كل الدول الافريقية و بصورة ممنهجة و كاننا قد آلينا على أنفسنا أن نخلي القارة من كل الافريقيين و نقدما لقمة سائقة للمستعمر الأبيض و يا ليت ضميره كان أبيضاً... و كتر لينا من كلامك البروق الأعصاب ده و متعنا عليك الله....

» المستقبل (الحلم)
» رواية الحلم و الحقيقة - روح بلا جسد (1/1)
» رواية الحلم و الحقيقة - روح بلا جسد (2/1)
» رواية الحلم و الحقيقة - روح بلا جسد (3/1)
» رواية الحلم و الحقيقة - روح بلا جسد (4/1)